عروش
الشاعر مكي احمد
السبت، 17 نوفمبر 2012
الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012
التنزه على رصيف الالم
امشى
كأن الرصيف ابى
واُمى سلة نفاية
اتسكعُ كالابرة
على ثوب الفقير .. اسير
إن المسافة
بنت اصقاعها
بين اضلاعها
ينبت الدرب يتيماً
يرضعُ التيه بلا حاضنة
فالرؤى آسنة
و الليالى البريئة
دنستها الكوابيس بالرعب
و الرغبة الماجنة ..
.. مثلما تجلس البنت
فى خفةٍ
كأن اردافها من ندىً ناعس
هكذا خاتلتنى البصيرة
اوقعتنى القصائد
فى فخِّها المستحيل
بالقليل من الحب يا اُمنا
صرنا شعراء ..
بالكثير من البوح
لم نبلغ العافية
مشينا على حافةٍ كالصراط .. . ولم نسقط .
لا تمعنى فى الصفاءِ
فبعض الحقيقة يكفى
كى ننام
مثلما وردةٌ قد تطير
قد يفوح الحمام
و نبكى طويلاً
فبعض البكاءِ جمالٌ
اذا مسَّنا العشق
و كل البكاءِ حلالٌ
اذا اطبق الليل على حلمنا
هل لنا غير هذا النزوح ؟
نشيخ على مقعد الانتظارِ
وننموا ببطءٍ كشتلاتِ اُرز
ونؤلم قلب الندى بالسكينة .
.. سفرٌ يا طيور الكلام
رحلةٌ من ألم
تنذر القافلة
الف بئرٍ لغيمةٍ متعبة
يا اله السماء
ما حمكة الجوعِ والمسغبة ؟
بيننا الف نهرٍ
وبعض المرايا
كل قيثارةٍ تشتهينا
بابتسامةٍ ملغزة
اسقط الليل كأسنا
من يدى نجمةٍ
واحتسى خمرة المعجزة
عندما نسكر ..
يحضر الغائبون
تصعد موجةٌ جسر قلبى
تنصع الذاكرة
و ارى فى المدى وجهة اُمى
نهر ضوء
زهرُ فستانها
حناءها الباهتة
صوتها الخافت فى الصبح
ثوبها .. كوب ماءٍ معد
و ابريقُ شاى
حزمة الاسئلة
شوقها لازدهار الصبايا فى دمى
علمتنى يأسها الباسل
علق الليل وردةً حول معصمك
لا تنم والبناتُ
يركضن فى دمك .
مناجاة
يا هذه الارض ابتليناك
وطأناكِ خطايا
وشرعنا نشتهى فيك البنات
نهاجر كلما ضاقت بلاد
كطيورٍ نتف الله
الزغب منها فبكت
واستردت ضائع المنفى حنين
يا سنين هونى
ما بال هذا الحزن
يهطلُ لا يغيب
و لا يقين لنشترى جهةً
و نركض نحوها
بوجه حبٍ عابس
فالله يدخر المؤونة للقيامةِ
كى يقيم المهرجان
فبأى آلاءٍ نكذبُ يأسنا
نصدق الموتى
ونحترم القايمة
فأجلس الهى فوق عرشك
واجترح لغةً
تناسب قدرك العالى
فلى لغةٌ
اسلف نصفها للريح
واقرض الباقى المسافة
فهى مفضيةٌ اليك
واليك يدفعنى
التباس الحب بالحسن
فأبكى قلبى الموبوء
بالعشق الشفيف
واعشق فى مقامك
مرةً اُنثى
واسترق الكمالَ للحظةٍ
ارضى بها
شرهُ الاُنوثةِ عندها
شبقٌ الهىُّ الملامح
واشتهاءٌ ملءَ هذا الحدِ
يقتل شهوة الانسانِ للصلصال
يغرسُ هزة الزلزال
فى جسدٍ بليد
ويعيد للبنت الجموح
هدأة طائرٍ فى عُشه
يأوى الخليقة كلها
و له مزيد
شدوٌ اذا حن الصغار
لزخّة المطر البعيدة
تحت إبط الليل ناموا
أمنوا الاحلامَ
شقشقة الرحيل
فالليل طقس العارفين
المدركين حقائق الاشياء
نار الله
والجسد الوشيك البوحِ
بالاسرارِ يقرأ
آخر الاورادِ اُنثى والسلام
جسدٌ حرام ..
رض العظام ونام
يعجزه القيام
كسيحة هذى الرؤى
تحبوا على يدها
تنشد التحليق
فى الافق البعيد
فالروحُ اضنتها المحابس
الشَّكُ .. و بوصلةُ اليقين
تضلُ عن جهة الحقيقة
تدخنُ يأسها
وتنام تترعها الظنون
فمن نكون
وكيف جئنا بنصف وعى الله
ننشد جنةَ المأوى نزوح
ونروح نؤلم
ارصفة المنافى
بالحنين المرِ للدفءِ
و ثرثرة الوليف
.. الله .. . يا الله
انى فى غيهب الاظلام اشكو
قسوة الاوهام والرعب المخيف .
رسالة قصيرة الى نوح
يا نوح ..
تحمل فى الفلك
خطاياك و تضحك
بعيدٌ قعر سفينتك
فسيح مثل الكون
و شهوتك الاولى
هل تبصرُ هاوية الماءِ
تحتك نائمةٌ ؟
قيض الماء و الارض
مراهقة يا نوح
عذراء يجرف هذا الخوف بكارتها
من كلٍ زوجين اثنين
يربى الله
طفولته فى الخلق
ويكبر فينا يكبر
حتى صار ملا يين الاهواءِ
وآلاف الشبهاتِ
وسؤالٌ يؤلم
حتى قريحتنا فى الشعر
فالارواح زهور
مقبرة الرب
يسمدها الموت فتنضدر
فيهش عليها نحلٌ
اخضر من استبرق
يا نوح .. .
ليتك لم تصنع فلكاً
ونمت
وتركت العالم يغرق .
قيلولة الذّات
الى حاتم الكنانى ..
تَعالَ نَقتسم العِطر
ونترك الوردة للراحلين
إغوِها لتهتديَ
الى شبقٍ نائِم
وفرحٍ اكيد
بعفافك المتبرِّج
نستميحُ الصباح
لنخلع الوقت عن ثياب النَّدى
والمدى ارجوحةٌ شاردة
لقيلولة الذَّاتِ فى ذاتها
هى رئة الوقت
تتنشقُ أعمارنا
بصائِرُنا غَافلة
مصائِرنا مجهولة
حقائبنا تَعدُ السفر
انيقاً من محطةٍ الى اُخرى
اقلامنا تَنْبِس بسرٍ
خارج السطر يدونه البياض
فالغمامات لا تُرضع
ويقطين الدمع لا يُزهر
نَنُوءُ بالليل
نَعلوا نَحو شُرفةِ الحَلَك
نَحو سَقْف السَمَاء
المُبَللِ بِالاسْئِلة
ارَاَك تُعِين السمَاء
عَلَى حَمْلِ احْزَانِهَا
تُطّرِزُ للارضِ فُسْتَانِهَا
بِحَرير السكِينَة
كُن فَاجِراً كَالنَهَار
لتُرَاوِد اللغةِ عن شمسهَا
لتَعْثُر عَلَى جَمَالٍ
يُرْدِيكَ قَتِيلاً
تَمَهَل قَلِيلاً ..
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)